الباب الرابع عشر في ذكر أوديتها وجبالها وآبارها وجبابها وعيونها وأنهارها وروى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره خرجه الإمام أحمد والترمذي ولفظه واد بين جبلين يهوي فيه الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعره وذكر أنه لا يعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج ولكن خرجه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما من حديث عمرو بن الحارث عن دراج به وخرج ابن جرير الطبري باسناد فيه نظر عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الويل جبل من نار في جهنم وخرج البزار باسناد مجهول عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون منه روى ابن أبي حاتم من طريق الحماني حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله قال ويل واد في جهنم من
قيح ومن طريق المحاربي عن العلاء بن المسيب عن أبيه وعاصم بن أبي النجود قالا واد في جهنم يقال له ويل ينصب فيه صديد أهل النار ومن طريق زيد بن أسلم عن عطا بن يسار قال الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره
وعن مالك بن دينار قال الويل واد في جهنم فيه ألوان العذاب وعن أبي عياض قال ويل واد يسيل من صديد وخرج ابن جرير باسناده عن أبي عياض قال ويل صهريج في أصل جهنم يسيل فيه صديد أهل النار وعن سفيان نحوه وروى الأعمش عن زر عن وائل بن مهانة قال الويل واد في جهنم من قيح فصل [ في تفسير قوله تعالى سأرهقه صعودا ] وروى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في قوله تعالى سأرهقه صعودا [ المدثر 17 ] قال جبل من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت وإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت يصعد سبعين خريفا ثم هوي مثلها كذلك وهذا الحديث خرجه الامام أحمد وغيره بمعناه وخرجه الترمذي مختصرا ولفظه الصعود جبل من نار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ويهوي فيه كذلك أبدا وقال حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج ولكن رواه أيضا عمرو بن الحارث عن دراج به خرجه من طريقه الحاكم وقال صحيح الاسناد وروى هذا الحديث أيضا شريك عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرجه من طريقه البزار وقال تفرد برفعه شريك ووقفه سفيان على عمار يعني أنه وقفه على أبي سعيد ولم يرفعه ورواه أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله سأرهقه صعودا قال جبل في النار ورويناه من طريق فيه ضعف عن الضحاك عن ابن عباس قال هو جبل من النار زلق كلما
صعده الفاجر زلق فهوى في النار وعن ابن السائب قال هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى
إذا بلغ أعلاها رد إلى أسفلها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا ويجذب من أمامه بسلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في أربعين سنة وقال أيوب بن بشير عن شفي بن ماتع قال في جهنم جبل يدعى صعودا يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه خرجه ابن أبي الدنيا فصل (في أودية جهنم) وروى عطية عن ابن عمر في قوله تعالى فلا اقتحم العقبة (البلد 11) قال جبل زلزال في جهنم وقد سبق ذكره في الباب السادس وذكرنا فيه عن أبي رجاء قال بلغني أن مطلعها سبعة آلاف سة وأن مهبطها أحمد سبعة آلاف سنة وروى لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا غي وأثام نهران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار وقد سبق ذكره مرفوعا وموقوفا بلفظ أخر وهما بئران وروي أيضا عن ابن عباس مرفوعا الغي واد في جهنم ولا يصح رفعه وعن اسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله فسوف يلقون غيا (مريم 95) قال واد في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر خرجه ابن أبي الدنيا وغيره وخرجه البهيقي ولفظه الغي نهر حميم في النار يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات وخرجه أيضا من وجه آخر عن ابي إسحاق عن البراء بن عازب بنحوه ورواه عمرو بن قيس عن عطية عن ابي عبيدة قال هو نهر في جهنم وقال همام عن قتادة قال أثام في واد في جهنم وكذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد وقال شفي بن ماتع ن في جنهم قصرا يقال له هوي يرمى الكافر من أعلاه أربعين عاما قبل أن يبلغ أصله قال الله ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (طه 18) وإن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات وعقارب فقار احداهن مقدار سبعين قلة سم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة تلدغ الرجل فلا يلهبه ما يجد من حر جهنم حمولدغتها بعد
فهوى لمن خلق له ووإن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما وإن في جهنم سبعين داء كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم خرجه ابن أبي الدنيا
وروى يزيد بن درهم عن أنس في قوله تعالى وجعلنا بينهم موبقا [ الكهف 52 ] قال هو واد من قيح في جهنم وفي رواية نهر في جهنم من قيح ودم خرجه عبد الله بن الإمام أحمد وعن عبد الله بن عمرو قال هو واد في النار عميق وروى النعمان بن عبد السلام حدثنا أبو مغلس بن علي عن أيوب بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عمرو بن عبسة قال الفلق بئر في جهنم فإذا سعرت فيه تسعر وإن جهنم لتتأذى منه كما يتأذى بنو آدم من جهنم خرجه ابن أبي الدنيا وخرجه ابن أبي حاتم وعنده عن ابن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عمرو بن عبسة وخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن زيد بن علي عن آبائه قالوا الفلق جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه ومن طريق ابن لهيعة عن ابن عجلان عن أبي عبيد أن كعب الأحبار دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال أحسن عملا وأضل قوما رضيت لهم الفلق قالوا وما الفلق قال بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره وفي تفسير ابن جرير من طريق عبد الجبار الخولاني قال قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشام فنظر إلى دور أهل الذمة وما هم فيه من العيش والنضارة وما وسع عليهم في دنياهم فقال لا أبالي أليس من ورائهم الفلق قيل وما الفلق قال بيت في جهنم إذا فتح هوى أهل النار وفيه أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا الفلق جب في جهنم مغطى وروي عن ابن عباس أن الفلق سجن في جهنم وروي يحيى بن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير قال
السعير واد من قيح في جهنم خرجه ابن أبي حاتم وقال خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه إن في جهنم لآبارا يقول من ألقي فيها تردى سبعين عاما ثم ينزع بهذه الآية اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا [ الجاثية 34 ] خرجه ابن أبي الدنيا فصل [ في جهنم واد هو جب الحزن ] الذي وروى عمار بن سيف عن أبي معان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة قيل يا رسول الله من يدخله قال القراء المراؤون بأعمالهم خرجه الترمذي وقال غريب وخرجه ابن ماجه بمعناه وفي رواية أربعمائة مرة وزاد في آخره وإن من أبغض القراء إلى الله عز وجل الذين يزورون الأمراء الجورة وفي هذا الاسناد ضعف وخرج الطبراني نحوه من حديث الحسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج العقيلي نحوه من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق أبي بكر الداهري وهو ضعيف جدا وروى الإمام أحمد في الزهد باسناده عن عمران القصير قال بلغني أن في جهنم واديا تستعيذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة مخافة أن يرسل عليها فيأكلها أعد الله ذلك الوادي للمرائين من القراء وقال بكر بن محمد العابد عن سفيان الثوري إن في جهنم لواديا تتعوذ منه جهنم في كل يوم سبعين مرة يسكنه القراء الزائرون للملوك وروينا من حديث معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال بكر بن خنيس إن في
جهنم لواديا تتعوذ منه جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات وإن في الجب لحية يتعوذ الوادي والجب وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ بفسقة القراء فيقولون أي ربنا بدئ بنا قبل عبدة الأوثان قيل لهم ليس من
يعلم كمن لا يعلم وروى هناد بن السري بإسناده عن حميد بن هلال قال نبئت أن كعبا قال إن في أسفل درك جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم في الأرض يقال له جب الحزن يدخلها قوم بأعمالهم فيطبق عليهم وخرجه ابن أبي حاتم إلا أن عنده عن حميد بن هلال قال لا أعلمه إلا عن بشير بن كعب قال إن في النار لجبا يقال له جب الحزن لهو أضيق على من دخل فيه من زج أحدكم على رمحه يطبقها الله على من يشاء من عباده أو قال يضيقها على من يشاء من عباده سخطا عليهم ثم لا يخرجهم منها آخر الأبد وروى ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن في جهنم لواديا يقال له لملم إن أودية جهنم تستعيذ بالله من حره خرجه ابن أبي الدنيا وغيره ويحيى ضعفوه وروى ابن أبي الدنيا وغيره من رواية الأزهر بن سنان القرشي عن محمد بن واسع عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن في جهنم واديا ولذلك الوادي بئر يقال له هبهب حق على الله أن يسكنها كل جبار أزهر بن سنان ضعفوه والصحيح ما خرجه الإمام أحمد وغيره من طريق هشام بن حسان عن محمد ابن واسع قال قلت لبلال بن أبي بردة وأرسل إلي إنه بلغني أن في النار بئرا يقال له جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من حديد من نار ثم يجعلون في تلك البئر ثم تطبق عليهم جهنم من فوقهم فبكى هلال وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثل الذر في صورة الناس يعلوهم كل شئ من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنبار يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار خرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وقال حسن وروي موقوفا على عبد الله بن عمرو وروي من وجه آخر قال في النار قصر يقال له بولس فتعلوهم نار الأنيار يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار خرجه الإمام أحمد
والنسائي والترمذي وقال حسن وروي موقوفا على عبد الله بن عمرو ووروي لأن من وجه آخر قال في النار قصر يقال له بولس يدخله الجبارون والمتكبرون فيه نار الأنيار وشر الأشرار وحزن الأحزان وموت الأموات والشر وأبيار الشر وقال ابن لهيعة حدثنا أبو قبيل قال سمعت رجلا يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول إن في النار سجنا لا يدخله إلا من كان شر الأشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح منه نار خرجه عبد الله بن الإمام أحمد وخرجه ابن أبي الدنيا وعنده فإذا دخلوا قيل بالنار على أفواههم وروى إبراهيم بن الفضل المدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن بشر ابن عاصم الجشمي حدثه عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا أوقفه الله على جسر جهنم فزلزل به الجسر زلزلة فناج أو غير ناج لا يبقى منه عضو إلا فارق صاحبه فإنه هو لم ينج ذهب به في جب مظلم كالقير في جهنم لا يبلغ قعره سبعين خريفا وإن عمر سأل سلمان وأبا ذر هل سمعتما ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالا نعم خرجه ابن أبي الدنيا وإبراهيم بن الفضل ضعيف وروى إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن الحجاج بن عبد الله الثمالي وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحج معه حجة الوداع قال إن سفيان بن مجيب حدثه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقدمائهم قال إن في جهنم سبعين ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف ثعبان وسبعون ألف عقرب لا ينتهي الكافر والمنافق حتى يواقع ذلك كله قال أبو عمر بن عبد البر هذا حديث منكر لا يصح وخرج ابن أبي الدنيا من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن عمرو بن طلحة عن عطاء بن يسار قال إن في النار سبعين ألف واد في كل واد سبعون
ألف شعب في كل شعب سبعون ألف حجر في كل حجر حية تأكل وجوه أهل النار وقال المبارك أنبأنا عوف عن أبي المنهال الرياحي أنه بلغه أن في النار أودية في ضحضاح من النار في تلك الأودية حيات أمثال أجواز الإبل وعقارب كالبغال الحبش فإذا سقط إليهن شئ من أهل النار أنشأن به لسعا ونشطا وقد حتى يستغيثوا بالنار فرارا منهن وهربا منهن خرجه ابن أبي الدنيا وخرج الجوزجاني من رواية الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال إن لجهنم جبا فيه هوام فيه حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال الدلم يستغيث أهل النار إلى تلك الحيات أو الساحل فتثب إليهم فتأخذهم بأشعارهم وشفاههم فتكشطهم علي حتى تبلغ أقدامهم فيستغيثون بالرجوع إلى النار فيقولون النار النار وتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب وقال مطهر بن الهيثم بن الحجاج عن أبيه إن طاووسا قال لسليمان بن عبد الملك يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت قرارها أتدري لمن أعدها الله قال لا قال ويلك لمن أعدها الله قال لمن أشركه الله في حكمه فجار قال فبكى لها خرجه أبو نعيم في الحلية وقال أحمد بن أبي الحواري حدثني الطيب أبو الحسن علي عن الحسن بن يحيى في الحلية عن الحسن بن يحيى الخشني قال ما في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة إلا اسم صاحبها عليها مكتوب قال أحمد فحدثت به أبا سليمان فبكى ثم قال ويحك فكيف به أن لو جمع هذا كله عليه فجعل الغل في عنقه والقيد في رجله والسلسلة في عنقه ثم أدخل النار وأدخل المغار نعوذ بالله من ذلك
|