الباب السادس في ذكر طبقاتها ودركاتها وصفتها قال الله عز وجل إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [ النساء 145 ] وقد قرئ الدرك بسكون الراء وتحريكها وهي لغتان قال الضحاك الدرج إذا كان بعضها فوق بعض والدرك إذا كان بعضها أسفل من بعض وقال غيره الجنة درجات والنار دركات وقد تسمى النار درجات أيضا كما قال تعالى بعد أن ذكر أهل الجنة وأهل النار ولكل درجات مما عملوا [ الأنعام 231 ] وقال أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله [ آل عمران 162 ، 163 ] قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم درجات الجنة تذهب علوا
ودرجات النار تذهب سفولا وروى ابن أبي الدنيا باسناده عن عكرمة في قوله تعالى لها سبعة أبواب [ الحجر 44 ] قال لها سبعة أطباق وعن قتادة لكل باب منهم جزء مقسوم [ الحجر 44 ] قال هي والله منازل بأعمالهم وعن يزيد بن أبي مالك الهمداني قال لجهنم سبعة نيران تأتلق ليس منها نار إلا وهي تنظر إلى التي تحتها مخافة أن تأكلها وعن ابن جريج في قوله لها سبعة أبواب قال أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية وفيها أبو جهل
وروى سلام المدائني وهو ضعيف عن الحسن عن أبي سنان عن الضحاك قال للنار سبعة أبواب وهي سبعة أدراك بعضها على بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم وأعمارهم في الدنيا ثم يخرجون منها وفي الثاني اليهود وفي الثالث النصاري وفي الرابع الصابئون وفي الخامس المجوس والسادس فيه مشركو العرب وفي السابع المنافقون وهو قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [ النساء 145 ] وروى العلاء بن المسيب عن أبيه وخيثمة بن عبد الرحمن قالا قال ابن مسعود أي أهل النار أشد عذابا قالوا اليهود والنصارى والمجوس قال لا ولكن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في توابيت من نار مطبقة عليهم ليس لها أبواب وروى عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قال الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليها فيوقد من فوقهم ومن تحتهم قال تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل [ الزمر 16 ] قال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن أبي يسار قال الظلمة من جهنم فيها سبعون زاوية في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى وروى ابن أبي حاتم باسناده عن كعب قال اقتحام العقبة في كتاب الله يعني قوله فلا اقتحم العقبة [ البلد 11 ]
سبعين درجة في النار وعن ضمرة قال سمعت أبا رجاء قال بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة وعن عطية عن ابن عمر قال في العقبة جبل في جهنم أفلا أجاوزه بعتق رقبة وعن مقاتل بن حيان قال هي عقبة في جهنم قيل بأي شئ تقطع قال فك رقبة
وفي الصحيحين ولفظه للبخاري عن ابن عمر قال رأيت في المنام أنه جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد ثم لقيني ملك في يده مقمعة من حديد قالوا لن ترع نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة من الليل فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وإذا فيها رجال معلقون بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم وعرفت رجالا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال إن عبد الله رجل صالح |